تعدتِ الضجة التي اثارها الفيلم العالمي الجديد (نوح Noah ) قبل عرضه على الجمهور،حدود عالم السينما والتمثيل، لتصل الى مواقف حادة من جهات دينية خصوصا بعد الاعلان عن عرضه في القاهرة يوم 26 من مارس/اذار الجاري قبل يومين من عرضه في الصالات الاميركية وعدد من الصالات في مختلف انحاء العالم، اذ اعترض الازهر اعتراضا واضحا وصريحا على عرض هذا الفيلم، مطالبا على لسان وكيله الوزارات والجهات ذات الاختصاص بعمل اللازم لمنع عرضه، كما ان الازهر نفسه سيتخذ ما يلزم من اجراءات لمنع عرض الفيلم لأن ذلك اذا ما تم فإنه سيمثل انتهاكا صريحا للدستور، والأزهر هو الحارس الامين للدستور فيما يتعلق بالشريعة الاسلامية، كما كررت جهات سلفية وجهة نظرها المعروفة في انه لا يجوز تجسيد او تشخيص الانبياء في صورة ممثل او شخص ما في الافلام أو المسلسلات، وهدد بعضها بحرق دور السينما التي ستعرض الفيلم!.
ويصنف الفيلم الذي بلغت ميزانيته (130 مليون دولار) على انه من افلام الخيال العلمي وفق رؤية المخرج دارين ارنوفسكي، إذ تدور احداثه حول قصة نبي الله (نوح) عليه السلام كما وردت في الكتاب المقدس وبنائه للسفينة بوحي من ربه لينقذ البشرية من الغرق في الطوفان الذي حذر قومه منه حاثا اياهم على التوقف عن اساءتهم وطغيانهم من اجل انقاذ انفسهم، لكنهم لا يستمعون له ويسخرون منه ويتجاهلون تحذيراته، وقد جسد شخصيته النجم الهوليودي الشهير راسل كرو الذي اعلن عن رغبته في ان يحضر بابا الفاتيكان عرض الفيلم، أو السماح بعرض خاص في الكاتدرائية. منوها ان الفيلم مليء بالمواعظ الدينية التي نحتاجها في هذا الزمان، غير ان الشركة الموزعة للفيلم اعلنت وهي تنتظر قرار الرقابة بشأن عرضه في دور السينما المصرية، ان قصته ليست مقتبسة من الانجيل ولا من القرآن الكريم، وان الفيلم هو نوع من انواع الابداع الذي يعبر عن آراء صناعه، وقد رافق ذلك نشر مجلة فنية متخصصة لنتائج استطلاع اجرته لمعرفة مدى رضى المشاهدين عن الاعمال الدينية التي انتجتها شركة (paramount) منتجة فيلم (نوح) ومدى مصداقية هذه الشركة الفنية في تأكيدها على ان احداثه حقيقية بنسبة 100% ومستندة الى الكتاب المقدس، ولم تأت نتيجة التصويت في صالح الشركة اذ أكد 98% من المشاهدين على عدم ثقتهم في مصداقية الافلام الدينية!.
وسواء وافقت الرقابة المصرية على عرض الفيلم أو أقرت منعه من العرض في مصر استجابة لنداء الازهر والجهات السلفية، فإن فلم (نوح) الذي صورت مشاهده في ايسلندا ونيويورك، يأتي في وقت يشعر فيه الكثير من الناس وفي شتى انحاء الكرة الارضية ان الطغيان وغياب العدالة الانسانية وتفشي الظلم وقساوة الانسان على اخيه الانسان، وصلت حدا سيعرض البشرية الى طوفان جديد، وربما الى طوفانات متعددة موزعة على شعوب الارض، ليكون لكل شعب طوفانه، ولكل أمة نوحها الجديد!.
By accepting you will be accessing a service provided by a third-party external to https://alarshef.com/
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. - المقالات التي تنشر في الشبكة تعبر عن رأي الكاتب و المسؤولية القانونية تقع على عاتق كاتبها / الاتصال