يفتح هذا الفضاء السايبري في كل حين فرصة للاستفادة منه بشكل اكبر ولعل احد هذه الابداعات آلية (الهاشتاك) وهو ارتباط يساعد على الوصول الى كل المواد التي تكتب مذيلة او مروسة به ولهذا صار اطلاق هاشتاكات لموضوعات بعضها جاد وكثير منها لا قيمة له وعلى كل حال احببت ان ابين هذه المقدمة (داعيا الجميع ) لتوسيع دائرة هذا الهاشتاك على الاقل في هذا الاسبوع المهدوي والذي سيكون يوم الثلاثاء 9ربيع الاول مركزه وهو يوم تنصب امام العصر والزمان المهدي المنتظر الحجة بن الحسن عجل الله تعالى فرجه وسهل مخرجه ويتضمن هذا الشعار بيان ان القضية المهدوية وكل مستلزماتها ليست امرا غيبيا خارج عن دائرة مسؤولية الافراد مع اختلاف درجات ايمانهم بل هي في الحقيقة مسؤولية تقتضي طيف من المهام والواجبات الفردية والاجتماعية وبمستويات مختلفة ومن الرائع ما صححه الشهيد الصدر الثاني قدس سره في موسوعته المهمة ذات الاجزاء الاربعة إذ بين ان الصحيح ان يقال المنتظر بكسر الظاء وليس المنتظر بفتحها وبين الكسر والفتح عالم من المسؤوليات والمهام واختلاف عظيم لتصور مسيرة الاصلاح والصلاح العالمية الكبرى.
ومن اجل المساهمة في اعادة ثقافة الغيبة والانتظار الى مكانها الطبيعة وهو صدارة ورأس كل وعي واهتمام وانشغال وبعد التغييب العفوي والمقصود لها لابد لصرخة يقظة لعل بعض من ندبها هذه الحلقات التي ستكون متناسبة مع طبيعة المنشورات في هذا المجال فالاغلب مزاجه محدود للقراءة لكنه مفتوح لكل شيء غيرها.
شاء القدير العزيز ان يخلق هذا الوجود على هذه الصورة وقد ضمن خلقه جوابا مسكتا لكل المعترضين والمشككين والمستفهمين عند طرح "لم خلقته هكذا؟" يأتي الجواب "تبارك الله احسن الخالقين" ومن اهم ميزات هذا الخلق هو التكليف والمسؤولية التي انيطت بالانسان ومن اجل ذلك سميا مكلفا وحتى تستقيم الحالة لابد ان يعقب التكليف مسائلة وحساب ومع وجوده فلابد من حرية الاختيار بحدود مناسبة فكان الانسان حرا مختارا ولما كان حرا فان الخطأ والزلل امر لامناص منه.
كان الانحراف سنة جماعية تورطت بها كل الامم فكان ثلة يتبعون الحق ورايته وداعيه سواء كان نبي او وصي او ولي والاغلبية تركن الى الباطل وتشط عن الطريق مستهوية طريقه ولا تقف عند هذا الحد بل تقف بالضد من نهج الحق .
في كل دورة صراع وانحراف يتطلع المؤمنون والمظلومون وبحسب سنة التغيير وتصحيح الانحراف الى راية تغيير وتصحيح تنقض على الباطل واهله وتمحقهم وتفتح دورة جديدة لتمكين اهل الصلاح في ظل راية بيضاء جديدة.
دون القرآن الكريم بالاجمال حركات الانحراف والتصحيح وركز مفصلا على الديانات الابراهيمية الثلاث وهي اليهودية او الموسوية والمسيحية العيسوية والاسلامية المحمدية وقد كانت سنة الانحراف بالغة في اليهودية والتي استمرت في نهجها للزيغ ليس فقط بالانحراف عن الموسوية الصافية بل انكرت اي راية للاصلاح وتربصت لكل منتظر اصلاح وهكذا حاربت العيسوية الطاهرة وكانت سببا في غيابه ورفعه واستمرت في دعاية تشويهه او حرف الحقيقة مبتدعة فكرة الفداء لغرض التسليم بموته لتستمر في انكار حقيقة المحمدية وتساهم مباشرة في الانحراف الجديد بعد ان ساهمت في اغتيال الرسول الاكرم ص ثم تابعت ذلك بالانقضاض على كل فرص الاصلاح ودفعت في غياب وتغيب راية الحق المنتظرة من خلال وسائل مختلفة من ابرزها نفي حقيقة وجود المهدي والحديث عن ولادة مستقبلية غائمة المعالم لقطع الصلة نهائيا به واخراج سيناريوهات لدعوات ضالة تحت مسميات تربط بالمهدوية بين الحين والاخر.